لقد كان نزول سورة الفاتحة في مرحلة مبكرة من عمر الدعوة المكية تمكينا للرسول صلى الله عليه وسلم من سلاح فعال في مواجهة مشاق الطريق، هو سلاح الدعاء، بما يتقدمه من حمد لله تعالى وثناء، وما يصاحبه من خشوع واستعانة ورهبة ورغبة وحسن رجاء، وما يختم به من أدب الاستعاذة من طرق الزيغ والبراءة من سبل الضلال. ولذلك امتَنَّ الله عليه بها في نفس المرحلة بقوله في الآية 87 من سورة الحجر وهي مكية بلا خلاف: {وَلَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِّن المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ} يعني الفاتحة.
تفسير سورة الفاتحة -لفضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي