ولنا كلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

افتتاحية:

يسعدنا أن نجدد اللقاء بزوارنا الكرام وقد مضى على تأسيس الموقع أكثر من خمسة عشر عاما من الزمن حاولنا فيها أن نوثق تاريخ الحركة الإسلامية المغربية التي أجرى الله فضل وضع لبناتها الأولى على يد المرشد العام فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمدواي، من خلال تقديم شهادات هذه المرحلة، وما صاحبها من أحداث وملابسات، وما عرفته من محاولات شرسة لتوجيه مسار الحركة إلى غير وجهتها وبعيدا عن أهدافها.

ولعل ما أعطى هذه الشهادة قيمتها وضرورتها أنه انبرى لكتابة تاريخ الحركة الإسلامية المغربية لاحقا شباب يافع لم يشهد مراحل التأسيس، ولم يرتبط بأحداثها إلا بروابط واهنة. وهذا العائق ليس عيبا في حد ذاته إن صدقت النوايا وحَسُنَ القصد، غير أن التصدي لمهمة في هذا الحجم وبهذه الخطورة لا تكفي فيه النوايا الصادقة والقصد الحسن، فالأمر يحتاج أولا إلى المعلومة الصحيحة والاطلاع على تفاصيل الأحداث وفهمها وقراءتها في سياقها الصحيح، وإلى تجرد كامل من الأغراض والمصالح، وهذا ما لم يتوافر لدى بعض المنتسبين إلى التيار الإسلامي، فقد رأينا محاولات فجة لكتابة تاريخ لا أصل له على أرض الواقع أقل ما يمكن أن توصف به أنها عرائض شتم وقذف في حق من أسس الحركة الإسلامية المغربية، وهي أبعد ما تكون عن المهنية والحياد.

إننا نَعُدُّ ما تم توثيقه من تاريخ الحركة الإسلامية المغربية في الموقعين، إنجازا مهما، وثروة كبيرة، هي ملك للجميع، سواء في المغرب أم خارجه.

ويأتي في مقدمة الأهداف التي سعى إليها الموقعان التعريف بالإنتاج العلمي سواء في مجال الفكر أم الفقه، ولا نبالغ إن قلنا بأن ما قُدم من دراسات قرآنية واجتهادات فكرية في مجال التأصيل للفقه السياسي الإسلامي وضبط آليات الاجتهاد الفقهي يمثل إسهاما مهما في ميدان تتهم فيه الحركات الإسلامية – عادة – وغيرها من المهتمين بالشأن الإسلامي بعدم إيلاء الاهتمام الكافي للبدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، …

وسعيا على النهج نفسه، نحاول السير في هذا الاتجاه، رصدا للواقع، وما يموج فيه من أحداث واضطرابات وثورات وثورات مضادة، ومواصلة للبناء الفكري لما نعتقد أن مجتمعاتنا في أمس الحاجة إليه، غير متأثرين بجدل الصراع الذي يفرضه التدافع، وغير خاضعين لأهواء النفس وأوهام الفكر.

منهجنا – بإذن الله وتوفيقه – سعي نحو بناء فكري جاد وعمل دعوي رشيد، نبذل فيهما غاية الجهد ونهاية الوسع لما نراه حقا وصوابا، ملتزمين في عملنا الدقة والتحري، ومستعدين للحوار وتبادل الرأي اقتناعا منا بأن النقاش والحوار ينبه إلى مواطن النقد لدى كل طرف فيوسع بالتالي الآفاق ويشحذ الذهن ويثري الفكري.

إننا نعتقد والعالم يموج بالأحداث وتضارب المصالح والأهداف، أن الساحة الإسلامية أحوج ما تكون إلى وضوح الرؤية وسعة الأفق والفهم الصحيح لما لدينا من إنتاج فكري وفقهي عبر التاريخ، حتى نستوعب متغيرات العصر وتحدياته، ونعمل بكل حكمة وثقة وإصرار لتأصيل البدائل الإسلامية الحقة، ونقدم مثالا إيجابيا في أرض الواقع، فنكون بذلك بإذن الله وتوفيقه في الطريق الصحيح للقيام بواجبنا الدعوي الذي لا يعفى منه أحد.

نرحب بزوارنا الكرام، ونفتح صفحاتنا وصدورنا لآرائكم واقتراحاتكم وإسهاماتكم، ويسعدنا التواصل مع الجميع في سبيل معرفة صحيحة وتعاون مثمر علما وعملا.

(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) سورة يوسف 108.

عن achabibah

شاهد أيضاً

على هامش حملة شباب مبادرة النقد والتقييم داخل الحزب الحاكم في المغرب

مبادرة النقد والتقييم للحزب الحاكم (Pdf) مبادرة النقد والتقييم للحزب الحاكم (ًWord) على هامش حملة شباب مبادرة …

اترك تعليقاً